[size=18]
100
فائدة من سورة يوسف
الحمد
لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد
هناك
عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف ، وسنتحدث إن شاء الله في هذا الدرس عن بعض
الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة نبي كريم من
أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام .
وفي
هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس للمؤمنين ، وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء
من هذه القصة التى أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى نبيه - صلي الله عليه وسلم -
وتمتاز هذه القصة بجمال الأسلوب إذ ليس عند النصارى ولا عند اليهود[1]في سوره
يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً ، وهذه القصة يذكر الله -سبحانه و تعالى - فيها ما
حصل لنبيه يوسف عليه السلام . فلنأخذ بعض هذه الفوائد من هذه السورة ..
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ
قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ
أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن
قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَرَأَيْتُهُمْ
لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى
أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(6))
قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ
لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا
عجيبة ويؤخذ من هذا :
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية ، و يقرب
إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية ؛ لأنه
كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر .[b][2]2- أن الرؤيا الصالحة[3]من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته .
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز[4]و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إذاً
لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به ، وأما
التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد
[5]فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغرصدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء .5- أن على الأب أن يعدل[6] بينأولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهرذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين .6- أن الله سبحانه و تعالى يجتبى منيشاء من عباده و يصطفى [7] و هذاالاصطفاء من الله عز و جل نعمه ، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاكفلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً ، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلكمسلماً ، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهلالبدعة بل جعلك من أهل السنة ، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولميجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين ، وإذا كنت طالب علمفان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم ، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخرمن الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم ، وهكذا ، فإذاهي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد .7- أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيبانظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَمِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَكَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّرَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ
لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا
مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (
اقْتُلُواْ
يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن
بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ
وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن
كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)
8- أن الغيرة تدفع أصحابها للضرروالإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه .9- أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيدوالقتل[8]و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم
(اقتلوا يوسف)10- تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب ، هذه توبةفاسدة ، لماذا ؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِاطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِقَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب ، هذه توبة فاسدة . وماأدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح ، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآنأذنِب ثم تتوب ، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي .(قَالُواْيَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ(11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُالذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُوَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِوَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِلَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))11-أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلكيعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهمحجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ،لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك .12-أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَاوَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ بعد حين .(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّاذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُوَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَىقَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراًفَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) ).13-أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهمعشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّاذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ).14-العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنيابالذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولدويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق .15- جواز المسابقة ومشروعيتها ، فالمسابقة تكون
على الخيل و السهام …..لا تبقى إلا في نصل أو خف أو حافر أي على الإبل و الخيل و
السهام .
[9] هذه الأمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقةفيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فلايجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على ثلاث أنواع :أ-جائزبعوض . ب-جائز بغير عوض. ج-محرم .أ-جائزبعوض :مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل ، مسابقه الرمي بالطائرات ،بالدبابات ، بأي وسيله بالرمي لأنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز ، فابنتيميه رحمه الله أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين . فلو عملنا مسابقه فيحفظ القرءان وحفظ السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون بجُعل أي بمقابل بجائزة .ب-القسم الذي بغير عوض مثل المسابقة على الأقدام و اختلفوا في الغطس قال بعضهم يلحق بالأوللأنه يعين على الجهاد فمسابقة الأقدام تجوز بدون جائزة……. بغير مقابل………. هذا مثال.ج-المحرم: مثل نقر الديكه ، مناطحة الكباش ، مصارعه الثيران . لا تجوز لا بجائزة و لا بغيرجائزه لانه فيها تعذيب للحيوان .مسألة: ماحكم الملاكمة ؟ لا تجوز لأن فيها ضرباً على الوجه وأيضا هناك مسابقات أخرى غير جائزةلأن فيها كشف عورات أو فيها قمار وهذا على سبيل المثال .16-إنباء المشكوك في أمره بذلك لعله يتوب قال ( بل سولت لكمأنفسكم )17-الصبر الجميل ما هو الفرق بينه وبين الصبر العادي[10]الصبرالجميل : قال العلماء الذين ليس فيه تشكي ولا جزع يعني يصبر بدون تشكي ولا جزع (وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُقَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَايَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْفِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَلاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداًوَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِالأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَيَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماًوَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22))18-البشارة بالأمر السار ( قال يا بشرى هذا غلام ) وقدتكون البشارة بالأمر السيئ ( فبشرهم بعذاب أليم )[11] لكن اكثرما تستعمل البشارة في الأمر الحسن.ويجوزإعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى الله عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبةالله عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه [12]، فمن بشركو قال نجحت ، أو جاءك ولد ، أو بَشَرَكَ بأمر طيب فتكافؤه على البشارة بهدية بأي شيءيُرضيه أو بأي شئ يطيب نفسه جزاء ما أدخل السرور عليك ، فقول العامة ( هات البشارة) يعنى له وجه .19-أنالشراء يطلق على البيع و الشراء [13] قال (وشروه بثمن بخس)يعنى باعوه بثمن بخس ، و كلمة شراء في اللغةتطلق على البيع أيضا [14]20-أنبيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة[15]و هكذا فعل هؤلاء باعوا حراً وأكلوا ثمنه .
21-مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز [16]و ليس أنيكون ذليلا مهاناً ، لذا قال عزيز مصر لامرأته( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا.....) .22-أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فان الله يؤتيه علماً و حكمةً . (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماًوَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِالأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّبِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))23-خطورة الخلوة بالمرأة[17] في البيت (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِوَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة .24-كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة :-أولاً:راودته هي ، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها ، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام ،لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأةإلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…، ولذلك قال صلىالله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهمالله في ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال )[18] . لماذا ؟لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته .ماهي وسائل الجذب ؟أولا: راودته .ثانيا: هو في بيتها أي ليس غريباً ، يُشك فيه إذا دخل البيت.[19]ثالثا: أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام . رابعا: أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك . تعالى……. هيا .خامسا: أنه كان شاباً ، وداعي الزنا عند الشباب أكبر . سادسا: أنها كانت سيدته لها عليه الأمر و النهى و الطاعة . سابعا: كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبدفينظر إليه من مستوى أدنى . ثامنا: أن الرجل كان غريباً عن البلد ،والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كانغريباً. تاسعا: أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر. عاشرا: أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر. حاديعشر : أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إلا انه أبقى الحبل علىالغارب ، فما اخرج يوسف وفصَلَه عن زوجته و بقى الأمر كما هي عليه فقط يعنى (أعرضعن هذا .......) (استغفري لذنبك .....) . ثاني عشر : أنها استعانت عليه بكيد النسوةزيادةً للفتنة. ثالثعشر : أنها هددته بالسجن . إذاًهناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزنى ومع ذلك صمد فلم يزنى و بالتالي فإنه بلغعند الله شأناً عظيماً . 25-أن الله تعالى يُعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم (لولا أن رأى برهانربه ) فهو إذاً كاد ، لكن أراه الله برهاناً جعله ينصرف ، فالله يعين وليه فياللحظات العصيبة . ماهو هذا البرهان ؟ قيل: رأى وجه أبيه يعقوب ، وقيل رأى كف يعقوب يمدها ، كذا قيل و لكن ما على ذلك أدلهلكن يكفى أن نقول انه برهان من الله ليوسف صرفه عن هذا الحرام[20].
26-أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق ، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبتعلى الحق ( كذلك لنصرف عنه السوءوالفحشاء) [21](وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَاسَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاًإِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَننَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍفَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِندُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّمِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُأَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ(29))27-أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها )قال ابن عباس : هو رجل كبير ذو لحيه ، وهذا أصح مما قيل انه صغير أنطقه الله ، أماقصه الرضيع فضعيفة[22]في الشاهد هذا والراجح أنه رجل كبير ذو لحيه و فيه العمل بالقرائن كما تقدم . يعنى
إذا كان قميصه ممزق من الخلف معناه هي التي تطارده وهو يهرب . لو كان قميصه ممزق
من الأمام هو يهجم عليها و هي تدافع عن نفسها .
28-عظم كيد المرأة[23] قال تعالى ( إن كيدكن عظيم ) والذي يتأمل كيف
حاكت هذه المرأة المؤامرة و غلقت الأبواب و قالت هيت لك واستعانت بالنسوة . يعنى
أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت ، وهذا شئ خلقه الله واستعظمه .
29-عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يوسفأوتى شطر الحسن )[24] نصف جمالالعالم في يوسف عليه السلام . (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُفَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍمُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّوَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناًوَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَأَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌكَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْرَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُلَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32))30-سرعة سريان الشائعات بين النساء ( وقال نسوة .....) وكالة الأنباء مجرد ما تتلقىخبر بالذات مثل هذا إلا و هو في البلد منتشر ، دارت الأخبار بسرعة امرأة العزيزتراود فتاها عن نفسه . (فلما سمعت بمكرهن ) و هذا كيد النساء تريد أن ترد الآنفجمعتهن وأعددت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ، هو خادم فيالبيت يطيع رغماً عنه اخرج عليهن ، خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عنالسكاكين التي تعمل في الأيدي ، و قطعن أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدلعلى شده جمال يوسف عليه السلام لدرجه أن ألم تقطيع الأيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤيةيوسف عليه السلام .31-
أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما
راءوا جمال يوسف ( قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم ) فعند الناس مستقر أن
الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا .
قيل
أن الجاحظ
[25] كان
جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت ،
فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا ؟ قال هذه امرأة جاءتني
فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى
اعملها لك ؟ قالت : ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا .
فاستقر
في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل ، والله عز و جل قال
عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي
جمال
[26]وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في
القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ
الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا
رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32-
أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة . يصبر على الشدة و يُؤثر
أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا
يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
واستعانة
يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان
ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي
واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه
يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء .
33-
استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (
فَاسْتَجَابَلَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع
دعاء عبده (
الْعَلِيمُ ) بحال هذا العبد الذي
يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي
أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ
رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34-
أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم ، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا
لجئا إليه ؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم ؟ أو أنه يعبر الأحلام ؟ لا .
فلماذا
لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات
الصالحين
[27] – إذاً
أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من
الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد
الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين ) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك ، أنت شخص
من المحسنين . كما يقول العامة (من أهل
الله ) .
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَابِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَبِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِنشَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌمُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَمِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَاللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَافَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنرَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِيظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) ) .35-
أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم
قد وقعوا على خبير ، قال (لا يأتيكما طعام ..) قبل الجواب لكسب الثقة ، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي
قضيه مهمة ، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما
يعطيه و يثق فيه
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌتُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَاذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّيُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَآبَآئِـي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية .
36-
أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد ، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم -
معاذاً إلى اليمن وقال : (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ
فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا
اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ
فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ
فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ
فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ))
[28] قال
(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَوَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها
(إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِوَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)ثم
بدأ
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَخَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا
وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في
الصحيح [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ
لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا
صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ
أَحْبَبْتَ]
[29] يعني
ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها ، فصرف السائل عن الأقل
أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه . فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد
.
37-
أن تعبير الرؤيا فتوى
[30](قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس
عندما تقص عليه رؤيا يقول ( أُجَرِب )
[31]إيش أُجَرِب ؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب
(قُضِيَالأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في
الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
38-
جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال
(اذكرني عند ربك)حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف
من السجن بريء .
لكن
الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح
أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر
[32]هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن
افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال….. والذال والدال ثقيلتان
متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال
مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف .
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا
أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ
(43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ
بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ
أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا
الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى
النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً
فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ
(47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ
لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ
ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )
39-
أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع
بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات
خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا
صحيحه لكن نادراً . إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون .
40-
أن الشخص الذي ذهب ليوسف علَّمه يوسف من غير مقابل…. يعني يوسف ما قال أولا
أخرجوني وبعدين أخبركم ما هو تأويل الرؤيا .
كان
ممكن يقول طلعوني من السجن أتكلم . خلوني في السجن ما أعطيكم …. فبذل يوسف العلم
بلا مقابل . لما قال
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُأَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِسُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِلَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) مباشرةً .
41-
أن في هذه الآية من أصول الاقتصاد وحفظ المال ما فيها . لماذا ؟
لأنه
قال ذروه في سنبله وإذا فرط الحب معرض للتلف أكثر مما إذا بقي في السنبل لذلك قال
(فذروه في سنبله ) لأنه أحفظ 0000
(إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) إذاً لابد من
الاحتياط والأخذ من أيام الرخاء لأيام الشدة فالآن تأكلون قليلاً منه والباقي يُخزَّن (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ
شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ)
هذه أصول الاقتصاد ، انظر كيف أن النبوة فيها تخطيط للمستقبل ومواجهة الحالات
الطارئة فيها السبع سنوات العجاف تأخذ مثلاً من السبع السنوات التي قبلها كيف قضية
التخزين و كيف قضية تقسيم الأشياء علي كل سنة . فكل سنة لها نصيب بحيث أن ترحيل
الأشياء من سنة إلي سنة لكي يحصل سد الحاجة .
42-
كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم خمسة عشر رخاء يعني قال
(سَبْعِبَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍوَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ(46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِيسُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاًمِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُالنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) فسرها
يوسف سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة ، من أين أتى يوسف بأنه سيأتي بعد ذلك عام
فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام خمسة عشر هذا رخاء فيه مطر والناس يعصرون
الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم إلي أخره…. يعصرون….. يعني من الرخاء ويغاث الناس
بالمطر ؟
قيل
إن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلَّمه إياه لأنه لو كان عام رقم خمسة عشر عام جدب
وقحط ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسات كانت صارت ثمان سنبلات وثمان
بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أن الذي بعدها ليس جدب وإلا صارت ثمانية
فهذا من دقائق الفهم علي أية حال ومما علمه الله ليوسف .
(وَقَالَ الْمَلِكُائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَفَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّرَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّيُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍقَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَننَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ [/b]
[b][1]
ليسعند النصارى ولا اليهود في كتبهم سوره تسمى سوره يوسف و لكن يقصد الشيخ ما فيكتبهم من ذكر هذه القصة .[2] ومن أمثلة ذلك ما فعلهالإمام احمد مع ابنه وابنته حينما علمهما المسند فكانت الثمرة أن كان لابنه عبدالله زوائد على المسند .[3] روىالبخاري في ( التعبير / بـ الرؤيا الصالحة جزء من ستة واربعين جزء من النبوة /6989 ) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍوَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ ] .ومعنيذلك أن الرؤيا استمرت كبدءٍ للوحي مدة ستة أشهر ، وإجمالي زمن النبوة276 شهر (23سنة) فالرؤيا جزء من 46 جزء – وإن اختلفوا في ذلك - وليس معنى الحديث أن الذي يرىرؤيا أن عنده جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .[4] ودل علىذلك من السنة [ استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ] . (السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني/ ج 3 / ص 436 / ح 1453 ) .[5] وليكنذلك بحيث لا تصل إلى درجة الوسوسة و الجبنالشديد من الحسد و من اقل شئ يتحدث به لأي أحد ، فهناك من تصل درجة الخوف عندهمبلغاً شديداً فيكتم النعم ، بل ربما يتظاهر بالفاقة و بالضرر حتى لا يُحسد و هذاخطأ . (انظر الفائدة رقم 57 من كلام الشيخ)[6] عن حصينعن عامر قال ] سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول ثمأعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطيةفأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال أعطيت سائر ولدك مثل هذا قال لا قال فاتقواالله واعدلوا بين أولادكم قال فرجع فرد عطيته [( رواه البخاري / باب الإشهاد في الهبة / ح 2447)وفيهفقه المرأة المسلمة إذ لم ترضي الظلم من زوجها حتي يقسم بالعدل بين ابنها وأبنائهمن غيرها[7]قال تعالي(وربكيخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) (القصص 68) وقال تعالي (إن الله اصطفى أدمو نوحا و أل إبراهيم وآل عمران علي العالمين) (أل عمران 33)فنتعلممن ذلك أن مرد الإصطفاء والتميز من فضل الله – سبحانه وتعالي – يؤتيه من يشاء منعباده فلا يقع العبد بعد ذلك في حسد علي من أنعم الله عليه .[8] قال تعالي(واتل عليهم نبأ ابنى أدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل منالأخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين) المائدة 27[9] عن أبيهريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر.(سننالترمذي باب ما جاء في الرهان والسبق) قالفي المغني ( جزء 9 صفحه 368) : كتاب السبق والرامي( المسابقة جائزة بالسنةوالإجماع وأما السنة فروى ابن عمر أنالنبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع وبينالتي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق(متفق عليه)…… وأما المسابقة بعوضفلا تجوز إلا بين الخيل والإبل والرمي لما سنذكره إن شاء الله تعالى واختصت هذهالثلاثة بتجويز العوض فيها لأنها من آلات الحرب المأمور بتعلمها وإحكامها والتفوقفيها) .اهـ[10] تكررت هذهالفائدة فيما بعد برقم سبعون[11] والتَّبْشِيرُ يكون بالـخير والشر كقوله تعالـى : فبشرهم بعذاب أَلـيم (لسان العرب4/61) والتبشير بالعذاب يكون من باب الإستهزاء والسخرية بالمعذب.[12] كما ورد فيحديث الثلاثة الذين خلفوا وهو في الصحيحين (يا كعب بن مالك أبشر ) وقوله( فذهب الناس يبشروننا ) فيه دليل لاستحباب التبشير والتهنئة لمن تجددت له نعمةظاهرة أو اندفعت عنه كربة شديدة ونحو ذلك هذا الاستحباب عام في كل نعمة حصلت وكربةانكشفت سواء كانت من أمور الدين أو الدنيا .قوله( فخررت ساجدا ) دليل للشافعي وموافقيه في استحباب سجود الشكر بكل نعمة ظاهرة حصلت ، أو نعمة ظاهرة اندفعت .قوله(فآذن الناس ) أي أعلمهم قوله فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته فيهاستحباب(شرح النووي لمسلم 17/95)قلت: و يستحب للذي جاءته بشرى أن يسجد لله شكرا في حينه أي في أي وضع ، ليس شرطاً أنيكون متجهاً للقبلة ، وليس شرطاً أن يكونعلى وضوء وليس له ذكر خاص .[13] و شَراهُو اشْتَراهُ: باعَه قال الله تعالـى: ( ومن الناس من يَشْرِي نفسَه ابْتِغَاءَمَرْضَاةِ اللَّهِ ) ( البقرة : 207 ) ، وقال تعالـى: ( وشَرَوْهُ بثَمَنٍ بَخْسٍدراهِم مَعْدُودَةٍ ) ( يوسف : 20 ) أَي باعوه ، وقوله عز وجل: (أُولَئِكَ الذيناشْتَرُوا الضلالة بالهُدى) . والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً وتمسَّكَ بغيره قداشْتراهُ .اهـ (لسان العرب 14/427).قلت: ومن البلاغة في هذه السورة ذكر البيع بلفظ ( وشروه ) والشراء بلفظ ( وقال الذياشتراه ) فميز بين المعنيين باختلاف مبنىاللفظين .[14] و هذا في اللغة يسمى (الأضداد) مثل (قرء يطلق على الحيض و على الطهر) (يطيقونه أي يطيقونه ولا يطيقونه ) أي إن الكلمة تأتي بمعني ويمكن أن تأتي بضدهفي موضع أخر.[15] عن أبيهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال قال الله ( ثلاثة أنا خصمهميوم القيامة ، رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراًفاستوفى منه ولم يعط أجره ) (رواه البخاري / البيوع / باب إثم من باع حرا/ ح 2114).[16] و الحكمة في ذلك : أنه علىالرغم من تربيته في بيت عز إلا أنه لم يفتن بذلك لا قبل سجنه ولا بعد خروجه منه وتمكنه من خزائن مصر ، و فيه أيضاً أنه لا حجه لمن قال أن التدين يكون للفقراء فحسبدون الأغنياء . [17] عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إياكم والدخول على النساء . فقالرجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال الحمو الموت ) (رواه البخاري /ح4934)، (ومسلم / 5638) ، والترمذي (1171)[18] والحديثبتمامه ( سبعة يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأفي عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه[/b:0d79